الرئيس المصري المنتخب يعكف على تشكيل حكومته

يعكف الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي على تشكيل حكومته بانتظار ان يسلمه المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، السلطة التنفيذية نهاية الاسبوع.
وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الاثنين ان الرئيس المنتخب بدأ في تشكيل فريقه الرئاسي.

 
واكد مصدر عسكري لفرانس برس ان عملية انتقال السلطة من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي كلفه مبارك قيادة البلاد عند تنحيته، الى مرسي ستجرى في الموعد المقرر قبل نهاية حزيران/يونيو.
وقدمت الحكومة المصرية برئاسة كمال الجنزوري الاثنين استقالتها الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وقال وزير الاعلام احمد انيس أن "الحكومة مستمرة فى عملها، كما طلب منها، لحين تشكيل حكومة جديدة".
وعلقت جلسة تداولات البورصة المصرية الاثنين لفترة وجيزة بعد ان ارتفع مؤشرها الرئيسي بنسبة 6%، وذلك غداة اعلان فوز محمد مرسي.
وانهت تعاملاتها اليوم مرتفعة بنسبة 7,59 بالمئة وهو اعلى ارتفاع تسجله منذ اكثر من عام.
وقالت وكالة ستاندرد ان بورز الاثنين انها تراقب تصنيف مصر الائتماني.
وفي خطابه الاول الى الشعب كرئيس منتخب للبلاد وعد مرسي الاحد بان يكون رئيسا لكل المصريين "للمسلمين والمسيحيين" و"النساء والرجال" داعيا الى الوحدة الوطنية للعبور بمصر من هذه المرحلة الصعبة مشيدا بدور الجيش والقضاء ورجال الامن "الشرفاء".
وقال "لا مجال للغة التصادم ولا مجال للتخوين بيننا (...) أن هذه الوحدة الوطنية هي السبيل الان للخروج بمصر من هذه المرحلة الصعبة"، مؤكدا انه "عازم (...) على بناء مصر الجديدة الدولة الوطنية الديموقراطية الحديثة وفق هويتنا ومرجعيتنا".
ورغم الشرعية الكبيرة التي يحظى بها كاول رئيس منتخب من الشعب بشكل حر لن يكون امام مرسي هامش مناورة كبير في مواجهة المجلس العسكري.
فقد استعاد الجيش السلطة التشريعية بعد ان حل البرلمان في منتصف الشهر الحالي بقرار من المحكمة الدستورية العليا التي قضت ب"عدم دستورية انتخابات مجلس الشعب الاخيرة" واعتبرت في حيثيات حكمها ان المجلس، الذي كان الاسلاميون يحظون بالاغلبية فيه، يعد بالتالي "غير قائم بقوة القانون".
ولا يزال السؤال المطروح الان هو امام اي جهة سيؤدي الرئيس المنتخب اليمين ليصبح رئيسا فعليا للبلاد. ولم يذكر مرسي الليلة الماضية شيئا بهذا الصدد.
وعلى الصعيد الدولي، تعهد مرسي باحترام اتفاقيات مصر الدولية، في اشارة واضحة الى معاهدة السلام مع اسرائيل.
وقال "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية - لقد جئنا برسالة سلام الى العالم - والالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله".
من جانب اخر، نفت الرئاسة المصرية ان يكون الرئيس المنتخب اجري اي مقابلات صحافية مع وكالة فارس بعدما نقلت هذه الوكالة الايرانية ان مرسي دعا قبيل اعلان فوزه رسميا الى "استعادة العلاقات الطبيعية" مع ايران والمقطوعة منذ اكثر من 30 عاما .
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر اعلامي في الرئاسة تاكيده ان "ان كل ما نشرته الوكالة الايرانية "ليس له أي أساس من الصحة".
وكانت وكالة فارس اوردت ان مرسي دعا في مقابلة اجرتها معه الاحد قبيل اعلان فوزه رسميا، كما قالت، الى "استعادة العلاقات الطبيعية" مع ايران والى "النظر فى جميع الاتفاقيات كامب ديفيد وغيرها التي تمت بين مصر واسرائيل من اجل تحقيق مصلحة مصر وفلسطين اولا".
وفي هذه الاثناء تواصلت اليوم ردود الفعل المرحبة والمهنئة بانتخاب مرسي عربيا ودوليا.
فقد وجه الرئيس التونسي منصف المرزوقي رسالة تهنئة الى الرئيس المنتخب محمد مرسي متمنيا له التوفيق في "تحقيق اهداف ثورة" 25 كانون الثاني/يناير 2011.
واعلنت وزارة الخارجية السورية ان سوريا "لا يمكنها الا ان تقف مع الخيارات الديموقراطية للشعوب"، مهنئة الشعب المصري على اختياره ومتمنية للرئيس المنتخب محمد مرسي "التوفيق".
كما وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برقية تهنئة بالمناسبة متمنيا عودة مصر لان "تمارس دورها اللائق"، حسبما افاد مستشاره الاعلامي.
وبعث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاثنين برقية تهنئة للرئيس المصري المنتخب متمنيا له التوفيق في تحمل دور بلاده الاسلامي والعروبي، وفقا لمصدر رسمي.
كما تلقى مرسي برقية تهنئة من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي تمنى تحقيق ما يصبو له الشعب المصري من تقدم وازدهار، على ما افاد الديوان الملكي في بيان.
من جهته بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة تهنئة الى محمد مرسي وذلك بعد رسائل التهنئة التي بعثها اسلاميو المغرب مباشرة الى الرئيس المصري المنتخب.
وهنأ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الرئيس المصري المنتخب املا في تعزيز العلاقات بين البلدين، وفق ما نقلت الاثنين وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وهنأ الرئيس الصيني هو جينتاو مرسي على فوزه وقال ان بكين تحترم خيار الشعب المصري.
كما هنأ الاتحاد الاوروبي الرئيس المصري المنتخب مشددا على ضرورة ان يحترم البلد الحقوق الاساسية والديموقراطية.
ودعا رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الرئيس المصري الجديد الى مواصلة "العملية الديموقراطية" في بلاده في اطار "الاحترام التام لحقوق الانسان والاقليات الدينية".
ودعت كندا الرئيس المنتخب الى احترام تطلعات "المصريين جميعا" وحقوقهم الاساسية وخاصة حقوق المراة والمسيحيين الاقباط.
كما هنأ الرئيس الافغاني حميد كرزاي الرئيس المصري المنتخب.
وهنأ حزب الله اللبناني، الشعب المصري على "انجازه الانتخابي الكبير" معربا عن امله في ان يتمكن الرئيس الجديد من اعادة مصر الى "موقعها العربي والاسلامي المتقدم".